الأحد، 19 فبراير 2012

الوطن ... تاريخ أمم وحاضر شعوب


الوطن ... تاريخ أمم وحاضر شعوب





جوخة الصلتية

سنة أولى- دراسات اتصال



الوطن ,, نعم الوطن تلك الرقعة الجغرافية التي ينتمي و يعيش فيها بشرٌ  تربطهم روابط مشتركة و قوية , هذه الكلمة التي تغنّى بها الشعراء وفاضت بها احاسيس الأدباء وحمتها كل الطبقات بما فيها الأمراء.

قبل بزوغ شمس الاسلام ؛ففي زمن غاب فيه الاسلام عن واقع الحياة أختلت الموازين , واضطربت المفاهيم, و تبدلت القيم ,وتسلط الأشرار , وساد الظلم والظلام , وتنّمر الجبناء من بقاع الأرض وغابت دولة الحق و قامت دولة الباطل , ولم يبقِ شيء في مكانه الصحيح, وهكذا عندما يغيب الاسلام عن الوطن يتغير كل شيء , حتى جاء الاسلام , ليسود الحق ويدحر ويقهر الباطل وتعود الأوطان و ينطلق من فوق مساجدها الآذان معلناً دولة الوطن الإسلام.

قال تعالى ( ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض و لكنّ الله ذو فضل على العالمين ) سورة البقرة الآيه 251

و قال عز جلاله ( يا أيها الناس إنا جعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إنّ اكرمكم عند الله اتقاكم ) سورة الحجرات الآية 13

يتبادل الأفراد في الوطن الواحد الاقدام ويقدرون الظروف و العوامل المحيطة بهم ويتكافلون اليد فوق اليد ويتعاونون على السَّراء و الضراء, و يعلون ان الوطن تحت رايةالإسلام حركة أخلاقية واعية في تصورها للحياة و تحركها مع الآخرين، تمقت الانتهازية ولا تتمنى شهرة ذاتية ولذلك يقوم الوطن لأداء الواجب ، ويفوز برضوان الله ,لا مطمح لهم غير ذلك .

ومن منطلق حبّ الوطن في حياتنا وجب علينا جميعاً ان نغرس في نفوس أطفالنا تلك العاطفة وأن نقدم لهم القدوة الحسنة في رسولنا العظيم محمد-صلى الله عليه وسلم- مثالاً في حبه لوطنه وأن يكون هذا الغرس في حبهم لدينهم ومليكهم ,وان نسردَ عليِهم دروساً من الماضي الأصيل وفي التضحية و الإنتماء إليه حتى ينمو و يشيب عليه وان يكون سلوكه سلوكاً إسلامياً يتفق مع ديننا الحنيف وقيمنا وعاداتنا وتقاليدنا الإسلامية .

الوطن كلمة انتماء ترمز للوحدة والعزة والفخر , كلمة لها إيحاؤها ووقوعها على النفوس وتسري في العروقمسرى الدم وما أن نذكرها حتى يصير عقل الإنسان شريطاً من الذكريات يحكي ماضياً أصيلاً و حاضراً مشرقاَ ومستقبلاً واعداً .

إن المسلم الحقيقي يكون وفياً أعظم ما يكون الوفاء لوطنه , محباً أشد ما يكون الحب ,مستعداً للتضحية بكل غالٍ ونفيس في سبيله , نعم الوطن حضن اخضر و سياج المان لكل إنسان , تنعم بخيراته فلابد من ردّ الدّين عند الحاجة للوطن الرؤوم الذي يسقي أبنائه من نعمائه اللا محدودة .

المقام يطول , والعبارات تعجز عن الحديث عن الوطن و لا تجد الجمل لتوفّي الوطن حقه , فهذا غيضٌ من فيض في التعبير عن كلمة الوطن , وآخر دعوانا ان الحمد لله ربّ العالمين .

هناك تعليق واحد: