الاثنين، 13 فبراير 2012

دموعــي وزيــنــة الدنيــآ~

 دموعي وزينة الدنيا)

عيسى بن سالم بن راشد الحمحامي

عندما تبدأ حناجر صوتية تصرخ بواسع حنجرتها لفقدان أبيها، وعندما تبدأ سقوط دموع  الحزن من بؤبؤة تلك العين البريئة التي ما زالت تواصل بكاءها الى الصباح الباكر،وعندما تتيتم أسرة كانت عائشة في كنف أبيها ،واذا بالمنية قد فارقته، وعندما يبدأ صراخ طفل ليتردد ذلك الصوت منشدا أبيات الحزن ولحن الفراق.
  هكذا فعلت بنا الحوادث المرورية، وهكذا عملت بنا السرعة الجنونية...فهل من معتبر؟؟ هل من معتبر؟؟
  بيوتاً أُطفئت أنوارها وفتحت أبوابها على مصراعيها ،وأطفال ما زالوا في بطن أمهاتهم يبثوننا أصواتاً بريئة لتوحي لك أن القادم من الوقت يبدأ صعباً للغاية، وكأنهم يصفون لنا عن مرارة العيش بعد فقدان أبيهم والذي يزيدك ألما بأن هولاء الأطفال لم يروا الدنيا وما فيها، ولكن فكروا كيف تكون حياتهم بلا أب ؟و في الوقت نفسه عندما ترى طفلاً يداعب نفسه  بأصابعة الذهبية التي تحكي الصورة عن نفسها ،بأنهم  يمارسون مرح طفولتهم وتراهم تارة يبنون بيوتاً لا عماد لها لتشغلهم عن هم الدنيا وشقاوة المعيش ، وتارة أخرى تجدهم وفي أيديهم علبة الالوان التي تطفئ بكاءهم الشديد، ولكن من المؤسف جداً عندما ترى ذلك البيت الذي صنع بلا عمد هبت عليه ريح عاتية ألا وهي السرعة الجنونية، وعندما ترى علبة الألوان مرمية على باب الحائط ،يبعث في نفسك الشفقة للعلبة التي كانت تربي أطفالا ينحتون لهم شيا رمزيا ليبوح ما في قلوبهم ،والذي يزيدك ألماً فقدان صاحبها الذي كان يتمرس على تلك العلبة ،لينجز عملة في ورقتة الخاصة ألا وهو طفل برئ فارق علبتة، والدنيا وذوية ويصرخ بصوت يسمعه الصم نحن الاطفال ما ذنبونا في الذي يحدث في الطرقات؟ وما زال بنا الوقت نتأثر ونبكي بفقدان حبيب ومفارق شاب وشيب..الى متى نظل هكذا نرى بأعيننا حوادث أشبه بالخيال ؟والى متى تظل أعيننا تنسج خيوط الحزن؟ الى متى يظل صياح طفل لفقدان أبيه ؟الى متى تتساقط الدموع من محاجر عيوننا؟الى متى نشاهد سيارة وقد تحولت الى عجينة خبز؟ الى متى نظل نسمع عن حوادث مرورية والناجي منها قليل؟ الى متى نظل نمشي وراء جنازة شخص، قد جمعت أجزاء جسمة في كيس صغير؟ والى متى والى متى؟؟؟؟ تلك هي السرعة الجنونية وتلك هي أعمالها الشنيعة..

  نسرع ولكن في مكان تطلب فيه السرعة، ولكن لانغفل باننا نعرض نفوسنا للهلاك اذن ما الداعي للسرعة يا قائد المركبة.
ولو جلسنا وقتاً نراجع أنفسنا لنكون واضحين بمعنى الكلمة وبنفس القدر من الاهمية، ونخزن في ذاكرتنا كلمات خفيفة في ترديدها ، ولكنها تظل ثقيلة في معناها وتطبيقها  لماذا نسرع؟ وما الحاجة الماسة لذلك؟ سوف أبعث لك الجواب وأحاول ألملم كلماتي في كلمات بسيطة، ونحن نعايش ذلك الشاب يسرع ليدرك ويخبر الأخرين أنه في سن قادر أن يميز بين الخطأ والصواب ولا يريد أحد أن يتدخل في خصوصياتة ،وانه في سن ينشر النصيحة ولا يتقبلها ،وانه شاب كبير قادر أن يمتلك سيارته مهما زادت سرعتة وتلك هي نظرة خاطئة جدا.

  أما الحاجة الماسة لسرعة هو أن يصل الى مبتغاه أو الى المكان الذي يريد أن يصل أليه ؟في أسرع وقت ممكن أين عقولنا؟ وأين ذهب تفكيرنا؟ لو تحسب تلك الاميال التي قطعتها في سرعة جنونية وقس بنفسك أذا كنت تقود سيارة بمنطق وعقلانية كم الفارق من الوقت؟ ستجد الفارق قليلا جدا وأقول قليلا الى أن تنفصل أحبالي الصوتية عن بعضها البعض وأصر على ذلك؛  لانني مدرك تمام الادراك وكنت أسمع خطاب باني نهضتنا المجيدة السلطان قابوس بن سعيد المعظم-يحفظة الله ويرعاة-في سيح المكارم بصحار عندما رأيته متالما لما يحدث في الطرقات وكان يبوح بكلمات تطرق قلوب شعبه ورأيته منزعج جدا لما يحدث هذا هو القائد الذي يفكر في شعبة ،والذي يعتبر بأن الذي يحدث ليس بشي يسير وفي المقابل الدولة تصرف له الأدوية و العلاج اذن لماذا السرعة؟ كان جلالتة يقول وقد صدق في كلامة لانه قائد شعب ونظرية ثاقبة وفكره المنير حين قال" من الأفضل أن تصل بسلام ولا تصل ومحمول على محفه" صدقت يا مولاي كلمات تبث الحزن لما يحدث، ولكن أين التطبيق ، تبقى القيادة فن ولا أحد يتذوقه منا ، ألا ذلك الشخص الذي وضع أمامه شعار(في التأني السلامة) وواعياً بمسألة السرعة الجنونية وعواقبها.
الذي يزيد بكائي وأضل اشدد ومنزعجاً على مسألة السرعة، هي نظرتك لتلك الأطفال الذين فارقوا اباهم والى تلك الابتسامة العريضة التي كانت تحلي وجههم والتي لاتحب ولا ترضى أن تفارقها ابدا ، ولكن فارقناها عندما توفي والدهم نتيجة سرعة، ولكن سرعان ما نجد تلك الابتسامة بصورة أخرى عن ما ألفيناها سابقاً لتخبر ذلك الشباب الذي يسرع بسرعة جنونية بأن الحياة فانية ،ولابد لأي شخص يتذوق مرارة الموت ولكن تذوقة بدون حادث أليم نتيجة السرعة التي تذوقها الأخرون والذي يؤسفك الشخص الذي يقود سيارتة بتلك السرعة الجنونية لايصيبةشي، ولكن دائما تردد عبارة"أن الله يمهل و لا يهمل" فتذكر هذه المقولة أخي قائد المركبة الذي كنت تسرع بسرعة جنونية.


من منا لا توجد في قلبة الشفقة لهولاء الأولاد ؟ومن منا يحب أن يرى بيوتا تهجر وتغلق أبوابها لفراق أهلها ؟بطبيعة الحال كلنا لانرضى ذلك أذن هذه عواقب السرعة التي تخالف الشرع الاسلامي لأنه أنتحار بعينه نحن نؤمن بقضاء الله وقدرة والموت بيدة وكل شييدبرة بأمرة ولكن في نفس الوقت لم يأمرنا أن نلقي بأنفسنا الى التهلكة ، تلك هي حمكة رب الأرباب ولا أحد منا يخالف ذلك ،ومع أننا نعرض نفسنا ونفوس غيرنا للهلاك ، أذن اين خشية الله وأين ذهبت حكمة رب الارباب من عقول الناس كلها تبخر في جوها واندثر من الواجب علينا أن نضع لكل مكان حقه، فالشارع حقة وكل شي في حقهويبقى ملك لدولة ويتحتم لك ولغيرك أحترام الشارع أذن لماذا لاتعطي لطريق حقة ولماذا رضت نفسك أن تسرع بتلك السرعة التي تخلف وراءها من عواقب ليس لك شخصيا ،ولكن لأولئك الناس الذين يمشون بجانبك في نفس الشارع ولو أعطينا لطريق حقه كما اسلفت سابقاً فسوف لانسمع بحوادث مرورية مخيفة نتيجة سرعة ولربما قد نسمع ولكن بشئ قليل أذن تبقى في المقام الاول هي مسؤلية فردية
ولاتنسى أخي قائد المركبة الذي تقود سيارتك بأشبة من نمر يجوب الصحراء، أنك قد تعديت على حريات الاخرين كيف لا وأناس لاتحب السرعة ،ولكن تتفاجأ بسيارة قادمة اليها كانها موجة ارسلت اليه من عباب البحر، أذن أنت تعديت على حريات الاخرين، ولا تغفل ربما أنك أنت السبب في تيتم أسرة أو ضياع ابتسامة طفل الذي كان يحس  بالأمن والأمان والمداعبة عند أبيه أو أمه
  من هنا الواجب على كل مسلم علية أن يرسل النصيحة لتصل الى الصحراء البلقع ولتردد في أذان كل الناس طفلا كان أو شابا شيخاً كان أو شيخوخة لنخبرهم بأن ما يحدث في الطرقات أمر غير مرغوب فيه أبداً ،لذلك يجب على كل واحد منا قائد لكل مركبة أو فكر في المستقبل البعيد يقود سيارة عليه أن ينتبه جداً لمسألة السرعة الجنونية لذلك يجب علينا أن نتحلى بالقواعد المرورية، وأنها لم تكن تضع عبثاً ولكن لسلامة المركبة وقائدها ومن فيها، ولنصبغ أنفسنا دائماً بصبغة أخلاق القيادة ونمرس أنفسنا على أن تكون لدينا مهارة فن القيادة لأن هذا ليس لكل واحد قادر أن يكتسبة وعليه دائماً فكر بأطفال صغار الذين يملؤون الحياة جمالاً وروعة ويزيدون الدنيا حلاوة العيش فيها وأنا واثقا جدا بأن شبابنا قادرون أن يحدوا من هذه الحوادث ،وقادرون أن يتحلوا بصفات القائد الذي يتصف بخلقة في أثناء قيادتة لمركبتة ،أذن هيا نبني مجتمعاً بلا حوادث مرورية.

هناك تعليقان (2):