الاثنين، 13 فبراير 2012

حينما نهوي في زاويـة الصمــت.


بثينة الفوري


هل تعلمون متى يكون الصمت سُمّا قاتلا؟
في حياتنا تصادفنا الكثير من المواقف التي تحتاج منا أن نصمت، وفي المقابل هنالك لحظات ومواقف لا يجب علينا أن نصمت فيها، فإن صمتنا نكون قد أخفينا ستار الحقيقة الذي يجب أن لا ينغلق مدى الحياة.

إن لسعة الحشرة في البداية تؤلم ولكن بعد مضي ساعات أو حتى ثواني يزول الألم، هكذا نحن عندما نسمع بشي خاطئ أو تقال في حقنا شائعة من الشائعات نصمت ولكن الأمر قد آلمنا ولكن بعدما سمعنا، يفتكر الناس بأن الألم قد زال عنا، و هو باق في الأعماق فمهما قلنا أن الألم قد زال يظل في قلبنا حفرة من ألم، ليس من السهل أن ننسى ما قيل عنا وليس من السهل أيضا أن نتناسى، فهنالك مواقف لا تستحق أن نصمت فيها، كمثل أن يأكل من يكرهك ويكن لك كل الحقد والضغينة لحمك سرا، يتكلمون في شرفك أو يرددون اسمك بكل شر وسوء، في النهاية علمت بالأشخاص الذين تحدثوا عنك وأكلوا لحمك، هنا هذا الموقف لا يستحق الصمت بل يستحق أن نفعل المستحيل كي نرفع راية الحق عاليا وننادي نعم لبروز شمس الحقيقية وانهيار مملكة الباطل، وأن نكشف عن الستار، و ترفع راية الحق وتنكس رأس الباطل. حينها سوف نقول (ظهر الحق وزهق الباطل ان الباطل كان زهوقا).


ما أشنع الموقف حينما يتكلم الناس عن شي يخصك بالباطل وتكون انت الضحية (الطرف المقصود) (كالمقسوم عليه أو المضروب فيه)، ويكون اتهام قاسي ومن مَن؟ من أعز الأشخاص عندك، الكثير منا قد تعرض من أعز شخص عنده مثلا: اتهام جارح كالسهم المستل بقوة وشدة الى قلب العدو، ولكن هل أنا عدو كي يقذف لي أعز شخص سهم أو رمح في قلبي؟.. كي ترمى لي رصاصات من الكلمات المؤلمة؟ وطلقات من الإتهامات الباطله..؟؟ اننا بعيدون كل البعد عن المشاكل ولكن فجأة تجد أن هنالك مصيبة حلت عليك من مَن؟ من أناس لم تكن تتوقع منهم.. تعايش بشر وتخالطهم، يعاملونك أفضل معاملة وابتسامتهم كإشراقة الشمس وأفعالهم رائعه.. ولكن هؤلاء الأشخاص هل تتوقع منهم أن يكنوا في قلبهم الغيض والحسد والغيرة لك؟ يلفقون عليك أحداث ومشاهد وكلمات لم ينطق بها لسانك؟ لا أتوقع أنا وغيري لا يتوقع ذلك.. ولكن في عالمنا الذي نعاصره اليوم يجب أن نتوقع كل شي حتى المستحيل..



سؤال يحيرني وسوف يظل يحيرني الى آخر رمق في حياتي (لمــــــاذا الصمــــت)؟؟؟ نحاول ونحاول ان ندافع عن أنفسنا واحيانا تضبط معنا ولكن في أحيان أخرى نقف عاجزين، وهذا شيء خاطئ يجعلنا ندخل في دوامة السكوت عن الحق، فهذه الدوامة مدارها كبير، يجب أن نتحاشاه، لأنها إن استمرت سوف نسقط في هاوية الصمت القاتلة التي لا نستطيع أن نخرج منها، وإن فعلنا بشتى الطرق. يقول البعض منا: أن الصمت هو وسيلة للتخلص من الدخول في عالم المشاكل والاضطرابات التي لا مخرج منها، والبعض يقول أن الصمت هو علامة من علامات القبول أي أننا راضين بما قيل عنا من اتهامات زائفة ومن عبارات قاتلة ومن سموم مركزة، السم عندما يتغلغل في الباطن يكون صعب الإنتزاع، وصعب التخلص منه. فيجب أن لا نترك الفرصة بدخول السم لأجسامنا وعقولنا -مطلقا- بل يجب أن نتحاشاه، بمدافعتنا عن نفسنا وذواتنا.



فلا يجب أن نترك الشيطان يلعب بنا ونصبح أصدقاءه بسكوتنا عن الحق بل يجب أن نكون أعداء للشيطان ونسدل ونستل سيوفنا كي نقاتل العدو الذي يهاجمنا بعباراته وكلماته وهجومه أيا كان نوعه. فمن كان يعرف الحقيقة وينكر معرفته لها ولكن متردد باظهارها ذلك يضع يده على عيونه لئلا يغشيه ضوء شمس الحقيقة. لا يجب علينا أن نضع أيدينا على أعيننا عندما نرى الشمس بل يجب أن نؤمن بالحقيقة وندافع عن أنفسنا ولا نصمت ولا نتردد بإظهار الحق كي لا يتغلغل سم الصمت في احشائنا ويكون صعب الانتزاع، واحذر من يلقاك ويحبك شكليا ولكن باطنيا هو يكرهك ويطعنك من ظهرك فهو (يعطيك من طرف اللسان حلاوة ويروغ عنك كما يروغ الثعلب).

هناك 3 تعليقات: